الموز فاكهة مغذّية، تنمو في المناطق المداريّة. وهو محصول شعبي شائع في كل أنحاء العالم. يتراوح طول نبات الموز بين مترين ونصف المتر وتسعة أمتار ويبدو وكأنه شجرة، ولكنه ليس كذلك، لأنّه ليس له ساق رئيسية أو فروع. يُؤكل الموز وجبة خفيفة، أو مع رقائق الحبوب وخلطات وسَلَطات الفاكهة، كما يستخدم في صنع الكعك والفطائر. والموز غنيّ بالكربوهيدرات، ويحتوي أيضًا على الفوسفور والبوتاسيوم وفيتامين أ و ج. ويؤكل الموز المجفف أيضًا وجبة خفيفة، أو يحوّل إلى دقيق.
هناك المئات من أصناف الموز المزروع ولكنّ الأنواع التجارية المهمة تشمل المارتنيك وجامايكا وبلايز وباراكوا أو الموز الأحمر. ويوجد نوع كبير من الموز، يعرف بموز الجنّة أو البلانتين، وهو نوع قاسٍ ونشوي ويؤكل مطهيًا.
وعمومًا تستخدم ثمار نبات الموز فقط، ولكن أوراق بعض أنواع الموز تحتوي على ألياف مفيدة. ويستخدم الناس في كثير من الدول المدارية أوراق الموز لبناء سقوف منازلهم وعمل الحقائب والسلال والحصير.
كيف تنمو نباتات الموز. تنمو نباتات الموز في المناخات الحارة الرطبة، وتزدهر في الأراضي الرملية الطميية الغنية ذات الصرف الجيد. وقد نشأ الموز في آسيا ولكنه يزرع الآن في المناطق المدارية لنصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي. وتتصدر أوغندا الدول المنتجة للموز، تليها الهند فالبرازيل ثم الإكوادور.
يبدأ المزارعون بإنشاء مزارع الموز الجديدة عن طريق قَطْع أجزاء من السيقان الأرضية لنباتات الموز الناضجة. وهذه الأجزاء تسمى الخَلَفَات، وهي التي تزرع في الأرض. وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تظهر مجموعة من الأوراق المتراصة والملتفة من هذه الخلفات. وتبدأ الأوراق في الانفراد مع تقدم نموها مكونة أوراقًا كبيرة لامعة وبيضية يصل طولها إلى أربعة أمتار وعرضها إلى متر واحد. وغالبًا ما تتمزق الأوراق الناضجة عقب هبوط العواصف وتظل معلّقة في شرائط متدلية من العرق الأوسط. ويسمى ساق نبات الموز الساق الكاذبة وتتكون من أنصال الأوراق الملفوفة بقوة ومن السويقات.
وعندما يبلغ عمر النبات عشرة أشهر، ينمو برعم كبير في رأس الساق السميك من بين حزمة الأوراق. ويتميز ذلك البرعم بعدد من الأوراق الصغيرة البنفسجية، تسمى القنّابات. وبعد نمو الساق من خلال قمة النبات، تنثني القنابات للخلف، كاشفة عن عناقيد من الأزهار الصغيرة. وتتحوّل تلك الأزهار إلى ثمار الموز الصغيرة الخضراء. وكل عنقود يسمى الكف وعادة ما يتكون من 10 إلى 20 ثمرة موز، وتسمى الأصابع. وتنمو على الأقل خمسة كفوف موز على ساق كل نبات من الموز.
تصبح الساق ثقيلة، بمرور الوقت، وتتدلى نحو الأرض وتكبر ثمار الموز وتبدأ في التقوس إلى أعلى. وتقطف الثّمار بعد أربعة إلى خمسة أشهر. ويتم قطف الثمار وهي خضراء، لكي تكون ناضجة عند وصولها للمستهلك في الأسواق البعيدة، ولأنها أيضًا تفقد نكهتها، إذا تركت لتنضج على النبات.
تقطع ساق نبات الموز بعد حملها لمحصول واحد من ثمار الموز وتنمو بعد ذلك ساق جديدة مكانها. وهناك مرض فطري يسمّى مرض بنما يدمَّر بعض أنواع نباتات الموز. ويتمّ استبدال الأنواع التي تستطيع مقاومته بالنّباتات المتأثرة به. وهناك مرض آخر من أمراض نبات الموز يسمى مرض ماكو تسبّبه البكتيريا، ويمكن مكافحته بإزالة النباتات المصابة والأزهار التي تجذب الحشرات النّاشرة للمرض.
يحطّم مرض سيجاتوكا، أو مرض تبقع الأوراق، أوراق الموز ولكنه لايؤذي الثمار في حالة انتظام الرش بالمبيدات الكيميائيّة.
صناعة الموز. حتى حوالي سنة 1860م، كان سكان المناطق المدارية يأكلون الموز كثيرًا. وفي ذلك الوقت أدرك عدد من التجار في أوروبا والولايات المتحدة أن تصدير الموز يمكن أن يكون مربحًا. وعلى إثر ذلك قاموا بتأسيس الشركات وإنشاء مزارع الموز التجارية الكبيرة.
وكان إنشاء مزارع الموز في أول الأمر صعبًا. فقامت شركات الموز بقطع الغابات وإنشاء الطرق والسكك الحديدية ومرافق الاتصالات. كما قامت ببناء القرى لعمالها وإنشاء خطوط للسفن التجارية، لنقل الموز إلى كل أنحاء العالم.
ومع مرور السنين ، اشترت شركات الموز المزيد من الأراضي بالدول المنتجة للموز، وبحلول التسعينيات من القرن الماضي، توسعت الشركات الأولى أو تم استبدال شركات عالمية ضخمة بها. وتطورت القرى إلى مجتمعات مستقلة تضم المساكن والمدارس والمتاجر والمستشفيات للعمال وأسرهم.
وتسيطر تلك الشركات اليوم على معظم تجارة الموز العالمية. وتؤثر بقوة على اقتصاديات وسياسات الدول التي تعمل بها. وفي سنة 1974م شكل عدد من الدول المنتجة للموز رابطة عمل تُسمى اتحاد الدول المصدرة للموز، لموازنة قوة الشركات. وحققت الرابطة أسعاراً أعلى للموز وأجورًا مجزية للعمال