delloum billel
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 العمر : 34
| موضوع: ظاهرة رمي الكتب والدفاتر في الشوارع !!!! للنقاش الأحد يونيو 07, 2009 1:50 am | |
| ظاهرة رمي الكتب والدفاتر في الشوارع!!!! ظاهرة جاء حينها هذه الأيام ككل سنة.. وانتشرت طامتها باختتام الموسم الدراسي ظاهرة مقرفة.. عادة سيئة مشينة.. فعل آثم بغيض.. عمل تتقزز منه النفوس الطيبة المسؤولة والواعية
فما بال هذه الأمة يلقي شبابها وفتيانها بالكتب في الشوارع والمزابل؟ ما بال هذه الأمة تعرض عن العلم ولا تستنكف من لباس الجهل؟ كيف يكون هذا في أمة استفتح الله خطابها بقوله: (اقرأ باسم ربك الذي خلق،خلق الإنسان من علق) هذه الأمة التي أخبرها نبيها صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله استفتح الخلق بالقلم. هذه الأمة التي تعلم أن الخط بالقلم علم علمه الله نبيا من أنبيائه. هذه الأمة التي سبقت الغرب إلى اختراع قلم الحبر بتسعة قرون. كيف وصل الحال بها إلى ظهور رمي كتب العلم في المزابل وافتراش الموائد بالصحف والجرائد. كيف يسمى "طالب علم" من يفعل هذا؟!! كيف يحصل هذا في أمة كان رجالها يعظمون كتب العلم.. فكان فيهم من يوصي بدفن كتبه معه. كيف يحصل هذا في أمة تعظم العلم وأدواته من محابر وأقلام ودفاتر، هذا عالم من علماءنا يقول لقد مر بي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري..هذا هو الحافظ ابن الجوزي رحمه الله.. كان يبري أقلامه ويجمع البراية –ما يتساقط من القصبة عند نجرها كما نقول- حتى جمع منهاشيئا كثيرا.. ثم أوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته. ففعل ذلك.. نحن من أمة لأجل تعظيمها للكتاب، لا يُعاب على منع إعارة الكتاب وبخل به. وكذلك كان يفعل كثير من علمائنا، بل كان في العلماء من يأخذ رهنا عند إعارة الكتاب. نحن من أمة تستحسن أن تتلطخ ثياب طلابها بالحبر والمداد، يقول فيها رجالها: مثل الحبر والمداد في ثوب طالب العلم كمثل القلادة في عنق الجارية. كيف يستهان بالورق في أمة كان الفقراء من طلاب العلم يدخرون لأولادهم الورق حتى لا يبقى مال لادخار شيء من الزاد والقوت. هذا معتمر بن سليمان يقول كتب إلى أبي وأنا بالكوفة: يا بني اشتر الورق واكتب فإن العلم يبقى وإن الدنانير تذهب. كيف يحصل هذا في أمة تتناقل مخطوطاتها وتتسابق الأمم إلى اقتناء نفائسها في جامعاتها. ما الذي ساعد على نشر هذا الاستخفاف بالعلم وأدواته؟ إنه الزهد بالعلم والتعلم. والاستهتار بالمقدسات.. يعلم الطالب.. ويعلم أولياء الطلبة أن هذه الكتب تحوي آيات شريفة، وأحاديث نبوية كريمة، وأسماء الأنبياء والصحابة والشهداء.. ثم تجدها مرمية في الشوارع تتقاذفها الرياح من رصيف إلى آخر، ومن شارع إلى آخر.. ألم الجيل السابق يحتفظون بكراريسهم للمستقبل للذكرى والاعتزاز والافتخار بها..
فلا حول ولا قوة إلا بالله | |
|