لم تكشف العدالة الفرنسية كل التفاصيل المتعلقة بمحاكمة ''المواطن الفرنسي'' محمد خليفاتي، المدعو الشاب مامي. وتحاشت هيئة محكمة الجنح لبوبيني التي نظرت في قضية متابعته بتهمة محاولة الإجهاض القسري، البحث في الكثير من التفاصيل التي كانت ستعطي لمحاكمة نجم أغنية الراي بعدا آخر. كما ألقت السلطات القضائية الفرنسية القبض على الشاب مامي والقائم بأعماله ميشال ليفي، كانت قادرة على توقيف الأشخاص الأساسيين في قضية العنف الذي تعرضت له المصورة ''إيزابيل سيمون''، وهم الفتاتان والشخصان اللذان ذكرت أسمائهم في كل مجريات التحقيق القضائي وخلال المحاكمة. وكان من المفروض على قاضي التحقيق الذي تكفّل بالملف في محكمة بوبيني، إما أن يستدعي الفتاتين اللتين قمن بمحاولة الإجهاض مع الشخصين اللذين نقلاهما إلى الفيلا التي جرت فيها العملية في الجزائر العاصمة. هذين الشخصين هما كمال لزعر وعبد القادر لعلايلي المدعو قادة، واللذين أصدرت ضدهما محكمة بوبني حكمين بست وأربع سنوات حبسا نافذا، مع إصدار مذكرة للقبض عليهما. وهما الحكمان اللذان يؤكدان قناعة العدالة الفرنسية أنهما متورطين. وكان في إمكان ذات المحكمة أن تسمع لأقوالهما، سواء باستدعائهما في التحقيق القضائي أو سماعهما عن طريق العدالة الجزائرية، دون أن يتنقل قاضي التحقيق الفرنسي إلى الجزائر، لأنهما مقيمين فيها. ولا أحد ذكر اسمي الفتاتين اللتين مارستا ماديا محاولة الإجهاض، التي تحمّل مسؤوليتها الشاب مامي. وأكثر من ذلك وضعت العدالة الفرنسية السلطات الجزائرية في حرج كبير لأنها أمرت بالقبض على ''إطار سام في الدولة''ـ الذي كان يدير أعمال الشاب مامي ـ وهو مدير أحد دواوين الترقية العقارية في ولاية داخلية، قبل أن يترقّى إلى مستشار لوزير التضامن الوطني جمال ولد عباس. واختار التحوّل إلى إدارة أعمال الشاب مامي في الجزائر، وحارسا على أملاكه العقارية في الجزائر العاصمة ووهران وسعيدة. وكان لهذا الشخص دور محوري في كل تحركات الشاب مامي في العشرية الأخيرة. وتقول مصادر مؤكدة أنه هو الذي اتصل بالشاب من الجزائر، ليطلب منه أن يتنقل إلى مستشفى ''فال دوغراس''. وحتى الشاب مامي الذي حمّل لصديقه السابق وابن مدينته الأصلية سعيدة (عبد القادر لعلايلي) مسؤولية محاولة الإجهاض، لم يتعمق كثيرا أمام المحكمة حسب التقارير الصحفية، في الأدوار التي كانت موكّلة لـ''قادة'' الذي كان مقيما بشكل دائم في الفيلا التي اشتراها الشاب مامي بقرض من بنك الخليفة من الراحل مصطفى لشرف في بوزريعة بالجزائر العاصمة. ولقد تركت محاكمة الشاب مامي نقاط ظل كثيرة، ربما ستبقى كذلك إذا قرر المحكوم عليه ألا يستأنف الحكم، ويقضي عقوبة الحبس المسلطة عليه. ويساهم، بوعي أو بدون وعي، مع محكمة بوبيني في تجنيب بروز أزمة بين الدولتين الجزائرية والفرنسية